تعرف على شيطانك

فقالوا : الله ورسوله أعلم [center]

فقال رسول الله : هذا إبليس اللعين لَعَنَه الله تعالى [center]

فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله؟ [center]

فقال النبي : مهلاً يا عمر .. أما علمت أنه من المُنظَرين إلي يوم الوقت المعلوم؟ لكن افتحوا له الباب فإنه مأمور ، فافهموا عنه ما يقول واسمعوا منه ما يحدثكم [center]

قال ابن عباس رضي الله عنهما : فَفُتِحَ له الباب فدخل علينا فإذا هو شيخ أعور وفي لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير ، وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير وشفتاه كشفتي الثور [center]

فقال : السلام عليك يا محمد .. السلام عليكم يا جماعة المسلمين [center]

فقال النبي : السلام لله يا لعين ، قد سمعت حاجتك ما هي [center]

فقال له إبليس : يا محمد ما جئتك اختياراً ولكن جئتك اضطرارا [center]

فقال النبي : وما الذي اضطرك يا لعين [center]

فقال : أتاني ملك من عند رب العزة فقال إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد وأنت صاغر ذليل متواضع وتخبره كيف مَكرُكَ ببني آدم وكيف إغواؤك لهم ، وتَصدُقَه في أي شيء يسألك ، فوعزتي وجلالي لئن كذبته بكذبة واحدة ولم تَصدُقَه لأجعلنك رماداً تذروه الرياح ولأشمتن الأعداء بك ، وقد جئتك يا محمد كما أُمرت فاسأل عما شئت فإن لم أَصدُقَك فيما سألتني عنه شَمَتَت بي الأعداء وما شيء أصعب من شماتة الأعداء [center]

فقال رسول الله : إن كنت صادقا فأخبرني مَن أبغض الناس إليك؟ [center]

فقال : أنت يا محمد أبغض خلق الله إليّ ، ومن هو على مثلك [center]

فقال النبي : ماذا تبغض أيضاً؟ [center]

فقال : شاب تقي وهب نفسه لله تعالى [center]

قال : ثم من؟ [center]

فقال : عالم وَرِع [center]

قال : ثم من؟ [center]

فقال : من يدوم على طهارة ثلاثة [center]

قال : ثم من؟ [center]

فقال : فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره [center]

فقال : وما يدريك أنه صبور؟ [center]

فقال : يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين [center]

فقال : ثم من؟ [center]

فقال : غني شاكر [center]

فقال النبي : وما يدريك أنه شكور؟ [center]

فقال : إذا رأيته يأخذ من حله ويضعه في محله [center]

فقال النبي : كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلى الصلاة؟ [center]

فقال : يا محمد تلحقني الحمى والرعدة [center]

فقال : وَلِمَ يا لعين؟ [center]

فقال : إن العبد إذا سجد لله سجدة رفعه الله درجة [center]

فقال : فإذا صاموا؟ [center]

فقال : أكون مقيداً حتى يفطروا [center]

فقال : فإذا حجوا؟ [center]

فقال : أكون مجنوناً [center]

فقال : فإذا قرؤوا القرآن؟ [center]

فقال : أذوب كما يذوب الرصاص على النار [center]

فقال : فإذا تصدقوا؟ [center]

فقال : فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين [center]

فقال له النبي : وَلِمَ ذلك يا أبا مُرّة؟ [center]

فقال : إن في الصدقة أربع خصال .. وهي أن الله تعالي يُنزِلُ في ماله البركة وحببه إلي حياته ويجعل صدقته حجاباً بينه وبين النار ويدفع بها عنه العاهات والبلايا [center]

فقال له النبي : فما تقول في أبي بكر؟ [center]

فقال : يا محمد لَم يُطعني في الجاهلية فكيف يُطعني في الإسلام [center]

فقال : فما تقول في عمر بن الخطاب؟ [center]

فقال : والله ما لقيته إلا وهربت منه [center]

فقال : فما تقول في عثمان بن عفان؟ [center]

فقال : استحى ممن استحت منه ملائكة الرحمن [center]

فقال : فما تقول في علي بن أبي طالب؟ [center]

فقال : ليتني سلمت منه رأساً برأس ويتركني وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط